دراسات و مقالات في الذات

الأربعاء، 15 أغسطس 2012

د ابراهيم الفقي اشياء هتغير حياتك بجد.flv

كيف تكسب مناقشتك


هل سبق وانهزمت في مناقشتك وشعرت أن الحق معك لكنك لا تعرف كيف توصل وجهة نظرك ؟ أو هل سبق وتحولت مناقشتك إلى معركة وجدانية حامية ربما تطورت إلى معركة بالألفاظ ؟ هل شعرت يوما أن الطرف الأخر في النقاش معك خرج صامتا لأنه فقط يريدك أن تسكت وليس لأنه مقتنع بكلامك ؟
إذا سبق وحصل لك شيء مما سبق فاعلم انك لست مناقش جيد ولا تجيد بعض أصول المناقشة .. لأن النقاش فن راق وحساس لا يجيده الجميع وله أصول خاصة إذ لا يجب أن نكثر منه إلا إذا شعرنا بأننا نود توضيح وجهة نظر هامة حول موضوع مفيد ، لأن النقاش في هذه الحالة يزيد ثقافة الإنسان وإطلاعه أما إذا كان حول موضوع تافه أو غير مهم وشعرت أن النقاش حوله لن يضيف جديدا فالأولى تركه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم أنا زعيم بيت بربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا.
وهذه النقاط الستة ستساعدك بإذن الله على أن تكون مناقش جيد عادل وقوي في نفس الوقت بحيث تستطيع إقناع الطرف الأخر بوجهة نظرك دون أن تسبب له جرحا أو إحراجا. وهي للتطبيق في الحياة اليومية: 

1- دعه يتكلم ويعرض قضيته:
لا تقاطع محدثك ودعه يعرض قضيته كاملة حتى لا يشعر بأنك لم تفهمه لأنك إذا قاطعته أثناء كلامه فإنك تحفزه نفسيا على عدم الاستماع إليك لأن الشخص الذي يبقي لديه كلام في صدره سيركز تفكيره في كيفية التحدث ولن يستطيع الإنصات لك جيدا ولا فهم ما تقوله وأنت تريده أن يسمع ويفهم حتى يقتنع كما أن سؤاله عن أشياء ذكرها أو طلبك منه إعادة بعض ما قاله له أهمية كبيرة لأنه يشعر الطرف الآخر بأنك تستمع إليه وتهتم بكلامه ووجهة نظره وهذا يقلل الحافز العدائي لديه ويجعله يشعر بأنك عادل.

2- توقف قليلا قبل أن تجيب:
عندما يوجه لك سؤالا تطلع إليه وتوقف لبرهة قبل الرد لأن ذلك يوضح انك تفكر وتهتم بما قاله ولست متحفز للهجوم.

3- لا تصر على الفوز بنسبة 100%:
لا تحاول أن تبرهن على صحة موقفك بالكامل وان الطرف الآخر مخطئ تماما في كل ما يقول . إذا أردت الإقناع فأقر ببعض النقاط التي يوردها حتى ولو كانت بسيطة وبين له انك تتفق معه فيها لأنه سيصبح أكثر ميلا للإقرار بوجهة نظرك وحاول دائما أن تكرر هذه العبارة ( أنا أتفهم وجهة نظرك )، ( أنا اقدر ما تقول وأشاركك في شعورك ).

4 - اعرض قضيتك بطريقة رقيقة ومعتدلة:
أحيانا عند المعارضة قد تحاول عرض وجهة نظرك أو نقد وجهة نظر محدثك بشيء من التهويل والانفعال ، وهذا خطأ فادح ، فالشواهد العلمية أثبتت أن الحقائق التي تعرض بهدوء اشد أثرا في إقناع الآخرين مما يفعله التهديد والانفعال في الكلام. وقد تستطيع بالكلام المنفعل والصراخ والاندفاع أن تنتصر في نقاشك وتحوز على استحسان الحاضرين ولكنك لن تستطيع إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك بهذه الطريقة وسيخرج صامتا لكنه غير مقتنع أبدا ولن يعمل برأيك.

5- تحدث من خلال طرف آخر:
إذا أردت استحضار دليل على وجهة نظرك فلا تذكر رأيك الخاص ولكن حاول ذكر رأي أشخاص آخرين ، لأن الطرف الآخر سيتضايق وسيشكك في مصداقية كلامك لو كان كله عن رأيك وتجاربك الشخصية على العكس مما لو ذكرت له آراء وتجارب بعض الأشخاص المشهورين وغيرهم . وبعض ما ورد في الكتب والإحصائيات لأنها أدلة أقوى بكثير.

6- اسمح له بالحفاظ على ماء وجهه:
لأن الأشخاص الماهرين والذين لديهم موهبة النقاش هم الذين يعرفون كيف يجعلون الطرف الآخر يقر بوجهة نظرهم دون أن يشعر بالحرج أو الإهانة ، ويتركون له مخرجا لطيفا من موقفه ، إذا أردت أن يعترف الطرف الآخر لك بوجهة نظرك فاترك له مجالا ليهرب من خلاله من موقفه كأن تعطيه سببا مثلا لعدم تطبيق وجهة نظره أو معلومة جديدة لم يكن يعرف بها أو أي سبب يرمي عنه المسؤولية لعدم صحة وجهة نظره مع توضيحك له بأن مبدأه الأساسي صحيح (ولو أي جزء منه) ولكن لهذا السبب (الذي وضحته) وليس بسبب وجهة نظره نفسها - فإنها غير مناسبة.
أما الهجوم التام على وجهة نظره أو السخرية منها فسيدفعه لا إراديا للتمسك بها أكثر ورفض كلامك دون استماع له لأن تنازله في هذه الحالة سيظهر وكأنه خوف وضعف وهو مالا يريد إظهاره مهما كلف الأمر.

أمر أخير .... لا تهتم لصغائر الأمور

وقبل الحديث وبعده لنضع دوما نصب أعيننا قول معلم البشرية رسول الله : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت.

الجمعة، 10 أغسطس 2012

فن الاتصال مع الآخرين و التحكم في الذات

كيف تكون من عمالقه النقاش الجاد ؟



السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

(1)

قد يكون حسن النقاش والمحاوره موهبه وفن عند البعض ولكن بالإمكان اكتسابه من خلال احتكاكك مع الأقلام المتحاورة (فمرة تلو مرة ستقارع عمالقة الحوار) وتصبح من مجيدين هذا الفن بإذن الله، وقبل أن تبدأ في المناقشة .. سم بالله وتوكل عليه وأدعه أن يوفقك الى الخير.


(2)

أقرأ القضية جيداً قبل المناقشة وإذا لم تستوعبها أقرأها مراراً وتكرارا حتى تستطيع أن تبدي رأيك فيها.

(3)

حاول أن تكتب رأيك قبل أن تقرأ ردود المناقشين للموضوع حتى لاتتأثر بأرائهم.

(4)

حاول التسلسل والتدرج في طرح الفكرة ولا تعيـد طرح الفكرة لأكثر من مرة تعدد الأساليب والفكرة واحدة.

(5)

حاول بقدر المستطاع بأن لا يكون رأيك متأثر بأحد الأمور الخارجة عن صلب الموضوع (كشخصية الكاتب - أو طريقة كتابته وعرضه - أو لون أو خط وغير ذلك)


(6)

ليس بالضرورة أن تكون كل كلماتك منمقه بأسلوب أدبي محنك .. ولكن من المهم أن تكون كلماتك مفهومه للقراء .. (وهناك البعض قد تصلك أفكاره وطرحه الشيق بسلاسة وقوه في نفس الوقت على الرغم من أنه أستخدم لهجته العامية بالمناقشة)


(7)

رائع أن تستشهد خلال مناقشتك بآيات الله الحكيمة أو من سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (ومهم جداً أن تتأكد من صحة المصدر .. وياحبذا لو تكتب رقم الأية والسورة أو الراوي واسم الكتاب الذي يضم الحديث) أو من واقع الحياة بقصص أو تجارب.


(8)

بعض المناقشات تتطلب منك في نهايتها أن تستخلص رأيك بكلمات قليلة تعبر فيها عن وجهة نظرك.


(9)

إن كانت القضية تتطلب حلول .. أطرح حلول من واقع مجرب أو حتى لو كانت من خيالك ترى من الممكن تحقيقها. 


(10)

البعد كل البعد عن تجاوز الأدب وانعدام الإحترام بينك وبين المتحاورين مهما كانت الظروف أو الأسباب .. (وإلا فالصمت خير لك لكي لاتندم على كلمات قد قلتها لحظة غضب). 


(11)

إذا وجدت من له وجهة نظر تخالف وجهة نظرك ويحاول أن يستفزك أو يثير المشاكل .. حاول أن تفهمه بأسلوب هادئ (حتى ولو كنت تشتاط غيضاً) لأننا لسنا في ساحة معركة وهذه مجرد قضية طرحت للحوار وليس من الضروري بأن ينتهي الحوار بإقناع أحد الأطراف بالرأي الأخر و يبقى لكل أنسان قناعاته وأرائه. 


(12)

لا تنقص من قدر نفسك لأنك ترى أغلب المناقشين يعارضون رأيك إن كنت مقتنع بهذا الرأي فالناس ليسوا طبقة واحده في التفكير ويختلفون في أمور شتى .. فالذي يعجب شخص قد لايعجب الآخر. 


(13)

إذا ناقشت في قضية فمن المهم أن تعود لتقرأ الردود التي ستكتب بعدك .. فلربما عقب أحدهم على نقطة قد أثرتها خلال طرحك ليحصل التفاعل بين الأراء المتناقشة.