دراسات و مقالات في الذات

الثلاثاء، 29 مارس 2011

ماهي الكلمة الطيبة ؟

كانت مجموعة من الضفادع تقفز مسافرةً بين الغابات و فجأة وقعت ضفدعتان في بئر عميق ، تجمع جمهور الضفادع حول البئر و لما شاهدا مدى عمقه صاح الجمهور بالضفدعتين اللتين في الأسفل أن حالتهما كالأموات ... تجاهلت الضفدعتان تلك التعليقات وحاولتا الخروج من ذلك البئر بكل ما أوتيتا من قوة و طاقة وأستمر جمهور الضفادع بالصياح بهما أن تتوقفا عن المحاولة لأنهما ميتتان لا محالة , أعتراها اليأس فسقطت إلى أسفل البئر ميتة ، أما الضفدعة الأخرى فقد دأبت على القفز بكل قوتها ومرة أخرى صاح جمهور الضفادع بها طالبين منها أن تضع حداً للألم و تستسلم للموت و لكنها على عكس ماهو متوقع أخذت تقفز بشكل أسرع و بكل قوة وحماس حتى تعلقت بصخور ناتئه ووصلت إلى الحافة ومنها إلى الخارج ... عند ذلك سألها جمهور الضفادع : أتراك لم تكوني تسمعين صياحنا ؟ شرحت لهم الضفدعة أنها مصابة بصمم جزئي لذلك كانت تظن و هي في الأعماق أن قومها يشجعونها على إنجاز المهمة الخطيرة طوال الوقت.
أخيراً أنصاعت إحدى الضفدعتين لما كان يقوله الجمهور و

ثلاث عظات يمكن أخذها من القصة هي : -
أولاً : قوة الموت و الحياة تكمن في اللسان ، فكلمة مشجعة لمن هو في الأسفل قد ترفعه إلى الأعلى وتجعله يحقق ما يصبو إليه بشكل غير متوقع.
ثانياً : أما الكلمة المحبطة لمن هو في الأسفل فقد تقتله ، لذلك أنتبه لما تقوله و أمنح الحياة لمن يعبرون في طريقك أو فقط التزم بالصمت.
ثالثاً : يمكنك أن تنجز ما قد هيأت عقلك له وأعددت نفسك لفعله فقط لا تدع الآخرين يجعلونك تعتقد أنك لا تستطيع ذلك.

ماهي الكلمة الطيبة ؟
هي الكلمة التي يُرى لها مفعولاً جليا , ولا يُسمعُ لها ضجيجا صادراً عنها .. أي تُحدث الاثر البالغ بأقل الانفعالات .. هي كلمة مباركة .. تؤلف القلوب .. يشتاقها السامع .. وتتعدى بنفعها مئات العظات الجافة .. الكلمة الطيبة .. تخرج من قلب طيب .. فالاناء بما فيه ينضحُ .. أي لا تجد قلبا فاسدا ينبت كلاماً طيبا للنفس السوية مقرباً ..  والكلمة الطيبة .. يهدي الله اليها من يشاء من عباده بل وربطها الرحمن الرحيم بصراطه المستقيم .. قال تعالى : (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) (الحج : 24 ) .. لذا فهي فضل ومنّه من رب العباد .. وهي تصعد الى السماء بأمر الله وتُقبل باذنه جل وعلا .. قال الله تعالى : (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ) (فاطر : 10

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق