دراسات و مقالات في الذات

الخميس، 21 أبريل 2011

تحكم في الغضب



سر (كتم) الغضب في معرفة حالات الغضب سنسلك طريق (سر) كتم الغضب بعون الله. قال الله سبحانه وتعالى في قرانه الكريم في سورة أل عمران أية :(134) (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) وهذه الآية فيها ثلاثة مستويات من أسرار كتم الغضب سنذكرها لاحقا بعد المعرفة التمهيدية عن ماهية الغضب وحالاته المتعددة والمتنوعة والمتفرعة والموزعة بمختلف الأوضاع والمواقف المختلفة.

ما هو الغضب:
الغضب (شعور) يظهر من (الشخص الغاضب) يثير جو منفر للشخص المستقبل (لكلمات الغاضب) والغضب إحساس داخلي يعبر عن ما تستثار به (النفس) من حالات (عدوانية) ويتجسد الغضب بعدة حالات منها (كلمات) غاضبة مثل (السب واللعن والشتم والسخط) أو يرتسم الغضب على ملامح الإنسان الشكلية وهي (وجهه) مثل (التكشيرة) و (شد الملامح) أو (احمرار العينين) أو إنها تظهر حالات الغضب بحالات انفعال مثل (الضرب أو تحريك اليدين أو القفز) التي تسبب (النفور) من جو (الغاضب المعتم المسود) الذي ينظر بعين (حارة) و ملامح (غاضبة) ومفاصل (مشدودة) توحي للشخص الأخر في الأذى سواء من (كلام جارح) أو (ضرب مبرح) أو (كره مستديم) بسبب اصطدام الشخص في مواقف مكروها له ولا يرضاها ولا يريد الاحتكاك بها كحالة (الفشل) أو (سوء الفهم) أو (الضيق) أو (الملل) أو الاستشعار في (عداوة) و (كره) من طرف أخر بسبب عدم الميل والإعجاب بين الغاضب والمغضوب عليه.
وصف الغضب بشكل علمي:
الغضب هو استجماع (دماء جسد الإنسان) في مكان واحد أغلبه يكون في (الوجه) وهذا يسبب (حمرة العينين) و (الخدين) واستجماع الدماء في (مكان واحد) يجعل (الجسم مشدود المفاصل) بسبب تفرق (الدماء) وهذا ينتج من استثارة شعور الغاضب من رؤية لا يرضاها أو سماع كلمة لا تطيقها مسامعه وهذا يولد (الانفعال) و (الاستثارة) لهذا الشعور وهذا يدفق الدماء ويفرقها ويجمعها في مكان واحد يغير من حالة الإنسان الجسمية والشكلية والحركية وهذا يسبب احتراق في الصدر بسبب تدفق الدماء من مكانها الطبيعي وهنا يحدث تغيير في أماكن دماء الجسد. وهذا ينتج من حرارة الشعور الذي يسبب احتراق القلب بسبب نزع كمية من الدماء منه ليتوجه على الملامح المرئية للإنسان كالوجه المشدود والعين المحمرة والمفاصل المتجمدة والقبضة المقوسة.
أسباب ظهور حالة الغضب:
تظهر حالة الغضب من الضيق و الملل أو الاستشعار في القهر أو الظلم أو الوحدة ويكثر ظهوره بسبب وقوع سوء الفهم وعدم تفهم الموقف بشكله الحقيقي و سوء الظن أو الاعتماد على الظنون والشكوك وتفسير الحالات بلا دراسة مجدية وغالبا يظهر بسبب اصطدام الإنسان في مواقف وحالات وأوضاع لا يرضاها العقل.
سؤال لك؟ هل أنت تتحكم في غضبك أو غضبك هو من يتحكم بك؟
إن كانت إجابتك بأنك أن تتحكم في غضبك فأنا سأقول لن تستمر في التعلم وان كانت إجابتك أن الغضب هو من يتحكم بك ستتعلم كيفية التحكم به. أريدك أن تعلم بأن من السهولة إخراج الغضب أو التعبير عن الغضب سواء كان في الصراخ أو البكاء أو التذمر أو التهديد أو الاعتداء بالكلام أو الضرب أو في الملامح أو بغيرها ومن الصعب كتمان الغضب وصعوبة الشي هي مكمن ومدفن ومستبطن السر فالسهل الكل يجيده ولا يقوي قلب الإنسان ولكن الصعب هو من يظهر حقيقة قوة الإنسان فأعلم بأن كتم الغضب دليل على امتلاك قوة وطاقة وقدرة وثقة واستخراج والتعبيرعن الغضب يعبرعن الضعف والنقص في قدرة الاحتمال و التحمل والسيطرة على نفسك وحقيقة تؤكد بأن من كتم غضبه سبب كتمانه هو تحكمه في نفسه وسبب استخراج 
غضبك هو بسبب تحكم نفسك بك لتجعله فارغ بمعنى لا يحوم في داخلك من استشعارات وأحاسيس تظهر على ملامحك ولسانك وحالاتك العصبية
مثال توضيحي
عندما تأتي في قطع من المناديل وتأتي في ولاعة وتحرق هذه المناديل من السهل اشتعالها  وفي مجرد اشتعالها سيتم حرق المناديل بشكل كامل ومن الصعب أثناء حرقها إطفاء هذا الحريق عن المنديل لأنه قابل لامتصاص الاشتعال وهذه الحالة مشابهة للإنسان الضعيف النفس  الذي يتحكم به غضبه من السهولة جريان الغضب به ومن الصعوبة إطفاء الغضب ولكن عندما تأتي في قطعة أحجار وتحاول إحراقها في ولاعة لن تشتعل النار بها لأنها غير قابلة للاشتعال وهذا يعبر عن المؤمن القوي الذي يتحكم بنفسه وبالنهاية يتحكم في غضبه ولكن إن حاولت وضع على الأحجار بنزين ثم أحرقته في ولاعتك أو في مادة قابلة للاشتعال هنا ستشتعل هذه الأحجار وما يحيطها هذه تعبر عن حالة الفتنة أو الوشاية أو الإشاعة الكاذبة وهذا من تقدير الله ويكون الغضب ردة فعل طبيعية لحالة الحدث الذي يحدث فالغضب في أوقات يكون في مكانة الموعظة الحسنة.
الغضب والشحنة:
الإنسان سيمر في حالتين أساسية حين وجود حالة الغضب واعلم بأننا طالما نحن متواجدين في الحياة معناها سيكون هناك تواجد للغضب وسنمر في مواقف تغضب وأيضا سنغضب هنا ستمر في حالتين الحالة الأولى استخراج الغضب في انفعال شعوري (قهر/بكاء/هروب/انطواء) أو كلامي (سب/لعن/شتم/إهانة/تذمر/صراخ) أو عملي (ضرب/اعتداء/قسوة/تكسير/تدمير) وفي هذه الحالة ستستخرج (الشحنة) المقوية لذاتك وفي الحالة الثانية وهي تتم في اكتساب (الشحنة) بواسطة (الصبر/الكتم/الصمت) هنا ستتحول الشحنة التي كانت ستخرج منك إليك بمعنى ستبقى متواجدة بك تتفرع على مهارات متعددة مثل (رحابة الصدر ووسع البال والتروي والصبر والحكمة) والسيطرة على (النفس) والتحكم بها وإرغامها على طاعتك وهذه الشحنة الداخلية هي قوة تضاف إلى قوتك الطبيعية فأنك تخزن مجموعة قوى بك كلما كتمت غضبك في مواقف تتطلب منك إصدار غضبك لتستجمع قوى إلى قواك كتعبئة البنزين للسيارة أثناء الاستهلاك.
معلومة هامة
كل موقف يتطلب ظهور حالة الغضب (تكتمه) أو (تسيطر) على هذه الحالة يضاف إلى (قواك) وحينما تستنفذه في موقف أخر هنا سيصبح تعبير انفعالك ليس في استخراج (قوة واحدة) إنما في استخراج نوعين من القوة وهي (قوة كتمانك لحالة الغضب السابقة + قوتك الطبيعية) بمعنى إن كتمت 3 حالات من الغضب ستستجمع في جسدك (أربعة قوى) وهي قوى كتمانك لحالات الغضب السابقة + قوتك الطبيعية.
الشحنة والانفجار الداخلي:
الشحنة الخارجة من الجسد أشبهها في حالة (العطس) وهي تعبير عن إخراج مواد ضارة دخلت إلى باطن أنف الإنسان وأخرجها بحالة العطس وعند كتمان حالة العطس سيحدث انفجار معاكس ولكن ليس خارج الجسد إنما في داخل الجسد وهذا سيولد انفجارات داخلية قد تؤدي إلى موت الإنسان ولكن في حالة الغضب ستكون الشحنة الداخلية انفجارا داخليا صحيا مفيدا وهي تعبر عن (كتمان) القوى التي تريد أن تتوالد وتستخرج في (صراخ) أو (انفعال) كلامي أو فعلي أو شعوري وفي كتمه ستنتقل لحالة (امتصاص القوى) وادخارها في الجسد إلى حين استنفاذها في (مواقف) لائقة تستحق إظهار هذه القوى وقد يكون استخراج هذه القوى في مواقف طبيعية وعادية إلا إنها تحمل في باطنها وطياتها (الكثير من القوى المدخرة في طاقة الجسد) بسبب كتمان حالات الغضب المتعددة ولكن في استخراج الغضب وعدم كتمانه ستستنفذ هذه القوى ولن تدخرها أو تستجمعها في داخلك أو داخل جسدك.
طريقة الكتمان:
عند حدوث حالة (الغضب) سيشعر الإنسان في (انقباض في القلب) و (شدة المفاصل) و (تلاحق النفس) أو (بطئ النفس) و (حرارة في الصدر) و (ارتباك وتوتر وزعزعة) في (الأعضاء والمفاصل) وأثناء كتم حالة الغضب ستشعر في زيادة الحرارة وبطئ النفس وكل ما عليك هو معاكسة ردة الفعل الطبيعية التي ستنتج الانفعال إن طاوعتها ولكن في معاكستها ستفكر في (حكمة) لكي (تتصور) نتيجة (الحالة) التي ستذهب إليها إن طاوعت غضبك وهنا اعتمد على 3 أعمال رئيسية لتكتم الغضب الأولى (الصمت) والثانية (الصبر) و الثالثة (الابتعاد عن المكان والموقع الذي حدث به الخلاف) ثم قم في تهدئة (نفسك) واختلي معا هواية أو شي تحبه لتدخر القوى المكتسبة من (كتمان حالة الغضب).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق