دراسات و مقالات في الذات

الجمعة، 11 ديسمبر 2009

المشكلة الاسرية عند المراهق


وتتمثل هذه المشكلة في نمط العلاقات الأسرية والاتجاهات الوالدية في معاملة المراهقين ومدى تفهم الآباء بحاجاتهم، ونظرة المراهقين إلى السلطة الأبوية من حيث أنها قوة موجهة ضدهم أو لحل مشكلاتهم.


تلعب الأسرة دوراً كبيراً في حياة المراهقين، في وقت تزداد فيه نزعتهم إلى الاستقلال والانطلاق، فالمراهق يود التخلص من مراقبة الوالدين له ليعتمد على نفسه في تنظيم وقته واتخاذ قراراته، بل ويرى أن إرشادات الوالدين تدخل في شؤونه الخاصة، ومن هنا فإن احتمالية نشوء مشكلات أسرية عديدة أمر ممكن باعتبار أن الأسرة قوة قد تحول دون تحقيق حاجته وتطلعاته. ورغم ذلك فقد أظهرت معظم البحوث العربية أن هذه المشكلات احتلت ترتيباً متأخرا. ففي بحث \" منيرة حلمي\" على الطالبات، وبحث هنا على الطلاب في مصر كانت ترتيب هذه المشكلات الأخير أو ما قبل الأخير، وكذلك في دراسة \" هاني \" على طلاب المرحلة الثانوية في الأردن، ودراسة البرقاوي على طلاب الجامعة، ودراسة \" حسين \" على طلاب الثانوية العامة، ودراسة السواد في العراق احتلت المشكلات الأسرية ترتيباً متأخراً من حيث أهميتها: وقد علل الباحثون هذا الترتيب المتأخر بأن الطالب العربي لا يرغب في الإفصاح عن مشكلاته العائلية بفعل الخجل والولاء للأسرة، ورغم نزعة المراهق إلى الاستقلال واصطدامه بالأسرة، فإن الارتباط العاطفي لا زال قوياً.

ومن أكثر المشكلات تواتراً وحدة في هذا المجال ما يلي:


1. أتمنى أن تكون أحوال أسرتي أفضل مما هي عليه الآن.
2. لا أستطيع المذاكرة في البيت لعدم توفر البيئة المناسبة. وتعبر هذه المشكلات عن ضيق المراهق وقلقه على أحوال أسرته.
3. أخجل أن أناقش أبي في مشكلاتي الخاصة.
4. آراء والدي لا تتفق مع آرائي.
5. يحد والدي من حريتي في معظم الأمور.

وتتمثل هذه المشكلات في عدم تفهم الآباء لحاجات المراهقين وصعوبة التفاهم مع الآباء. ولا شك أن هذه المشكلات أمور طبيعية، فالمراهق يتطلع إلى أن يكون له دور في المنزل والحياة الأسرية، ويبدو أن نمط العلاقة السائدة بين المراهقين ووالديه لا تسمح له بإبداء رأيه أو مناقشتهم في كثير من القضايا. أما مشكلة اختلاف آراء المراهق عن أسرته فراجع إلى تبني المراهق لأفكار قد تختلف عن تلك التي اكتسبها في الأسرة.
من إعداد /محمد حسن عمران
مساعد باحث في كلية التربية - أسيوط
جمهورية مصر العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق